القائمة الرئيسية

الصفحات


 

راودني سؤال لماذا يخاف الناس من ذكر الموت ؟ 



هل خوف الناس من الموت حقيقي يقف عند أنني لم أعمل صالحاً أم فقط كراهة للموت ليست إلا ؟ 


وتذكرت ذكر والدتي حفظها الله هذا الحديث :"لو نجا أحدٌ من ضمَّةِ القبرِ لنجا منها هذا العبدُ الصالحُ [يعني سعدَ بنَ معاذٍ]".


الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر :صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 5306 | خلاصة حكم المحدث : صحيح


إذاً لا مفر الموت سيأتي لا محالة فهل أجعل خوفي فقط لكراهة الموت أم أنني لم أعمل صالحاً ، إذا كانت ضمة القبر لن أفر منها فما بال لحظة الموت ؟ 



ثم وجدت أن الأنبياء والصحابة مخاوفهم تدور حول : 



- الخوف من الشرك في قول إبراهيم عليه السلام وهو خليل الله:

﴿وَاجنُبني وَبَنِيَّ أَن نَعبُدَ الأَصنامَ﴾     [إبراهيم: ٣٥]  

  فنجد اليوم من يتكلم عن الشرك ولكن الخوف منه يكاد ينعدم مقابل الخوف من الموت !!



- الخوف من النفاق حادثة عمر بن الخطاب رضي الله عنه : 

مِن أصحابي مَن لا أَراه ولا يَراني بعدَ أنْ أَموتَ أبدًا.

قالَ: فبلَغَ ذلك عُمرَ، قال: فأتاها يَشتَدُّ، أو يُسرِعُ -شكَّ شاذَانُ-

قالَ لها: أَنشُدُكِ باللهِ، أنا منهم؟ قالتْ: لا، ولن أُبرِّئَ بعدَكَ أحدًا أبدًا. 

الراوي : أم سلمة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط |المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم: 26549 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه أحمد (26549) واللفظ له، وأبو يعلى (7003)، والطبراني (23/317) (719)

هل خوفك من النفاق أعظم في قلبك من الموت نفسه ؟

 


- الخوف من عدم الإخلاص حادثة أبو هريرة رضي الله عنه : 

فقالَ أبو هريرةَ : أفعلُ ، لأحدِّثنَّكَ حديثًا حدَّثنيهِ  وعلِمتُهُ ، ثمَّ نشغَ أبو هريرةَ نَشغةً ، فمَكثَ قليلًا ، ثمَّ أفاقَ ،

فقالَ : لأحدِّثنَّكَ حديثًا حدَّثنيهِ 

في هذا البيتِ ما معَنا أحدٌ غيري وغيرُهُ ،

ثمَّ نَشغَ أبو هريرةَ نشغةً أخرى ،

فمَكثَ بذلِكَ ، ثمَّ أفاقَ ومسحَ وجْهَهُ

قالَ : أفعلُ لأحدِّثنَّكَ بحديثٍ حدَّثنيهِ  ،

وأنا وَهوَ في هذا البيتِ ما معنا أحدٌ غيري وغيرُهُ ،

ثمَّ نشغَ أبوهريرة نشغةً شديدةً ،

ثمَّ مالَ خارًّا علَى وجْهِهِ أسندتُهُ طويلًا ،

ثمَّ أفاقَ ، فقالَ : حدَّثني  :

إنَّ اللَّهَ تبارَكَ وتعالى إذا كانَ يومُ القيامةِ نزلَ إلى العبادِ ليَقضيَ بينَهم ، وَكلُّ أمَّةٍ جاثيةٌ ، فأوَّلُ من يدعو بهِ رجلٌ جمعَ القرآنَ ،

ورجلٌ يُقتلُ في سبيلِ اللَّهِ ، ورجلٌ كثيرُ المالِ ،

فيقولُ للقارئِ : ألم أعلِّمْكَ ما أنزلتُ علَى رسولِي ؟

قالَ : بلى يا ربِّ قالَ : فماذا عمِلتَ فيما عُلِّمتَ ؟ قالَ : كنتُ أقومُ بهِ أثناءَ اللَّيلِ وآناءَ النَّهارِ ،فيقولُ اللَّهُ لهُ : كذبتَ ،

وتقولُ الملائِكةُ : كذبتَ ، ويقولُ اللَّهُ : بل أردتَ أن يقالَ : فلانٌ قارئٌ ،

فقَد قيلَ ، ويؤتى بصاحبِ المالِ فيقولُ اللَّهُ : ألم أوسِّع عليْكَ حتَّى لم أدعْكَ تحتاجُ إلى أحدٍ ؟

قالَ : بلَى قالَ : فماذا عملتَ فيما آتيتُكَ ؟

قالَ : كنتُ أصلُ الرَّحمَ ، وأتصدَّقُ ؟

فيقولُ اللَّهُ : كذبتَ ، وتقولُ الملائِكةُ : كذبتَ ،

فيقولُ اللَّهُ : بل أردتَ أن يقالَ : فلانٌ جوَّادٌ ،

فقد قيلَ ذاكَ ، ويؤتى بالَّذي قتلَ في سبيلِ اللَّهِ ،

فيقالُ لهُ : فيمَ قُتلتَ ؟ فيقولُ : أُمِرتُ بالجِهادِ في سبيلِكَ ،

فقاتلتُ حتَّى قُتلتُ ، فيقولُ اللَّهُ : كذبتَ ، وتقولُ الملائِكةُ : كذبتَ ،

ويقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ لهُ : بل أردتَ أن يقالَ : فلانٌ جَريءٌ :

فقد قيلَ ذلِكَ ، ثمَّ ضربَ  علَى رُكبتيَّ ،

فقالَ : يا أبا هُريرةَ ، أولئِكَ الثَّلاثةُ أوَّلُ خَلقِ اللَّهِ تُسعَّرُ بِهمُ النَّارُ يومَ القيامَةِ.

الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن خزيمة | الصفحة أو الرقم : 2482 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح رجاله ثقات.


تمعَن أن أبو هريرة رضي الله عنه يغشى عليه مرات عديدة بسبب خوفه من عدم الإخلاص لله تعالى !! 


الموت نفسه قد لا يكون مخيفاً بقدر : هل الله راضي عني في جميع أحوالي وسكناتي ؟


سديم العمري | اللاديمومة.

أنت الآن في أول موضوع

تعليقات